Sunday, August 26, 2007

تونس تكمرم شاعر الناس

كيف الحال" باللغة الفرنسية.. هكذا بدأ الشاعر المصري عبد الرحمن الابنودي تحيته الجمعة لجمهور مهرجان الحمامات بعد غياب عن تونس استمر تسع سنوات.ويكرم مهرجان الحمامات الدولي في دورته 43 الشاعر الابنودي احد ابرز الشعراء العرب الذي الف قصائد بالعامية للوطن والامة وللنكسة والنضال والحب ايضا.
وقرأ الابنودي الذي ولد عام 1938 بقرية ابنود في صعيد مصر بعضا من مقاطع قصيدة عن تونس بعنوان "سافا" لانه كما قال اعتاد ان يسمع هذه الكلمة اينما ذهب في تونس.
وعبد الرحمن الابنودي هو شاعر العامية المصرية وهو شاعر "السيرة الهلالية" التي قضى 30 عاما من عمره يلملم اشتات ملحمتها في الصعيد المصري وفي تونس والمغرب وعدة بلدان عربية اخرى ايمانا منه بان الهلالية مرآة حقيقية لعمق القيم الخفية في ضمير الشعب العربي.
واختار منظمو مهرجان الحمامات ابرز مهرجان ثقافي في البلاد ان يكون تكريم الابنودي بسيطا بساطة الشاعر الذي اصطحب معه فرقة شعبية مصرية ليقدموا معا عرضا بعنوان التغريبة الهلالية.
وبعد الحاح طويل من الجمهور الذي تدفق على مسرح الحمامات قرأ الابنودي مقاطع من قصيدته الشهيرة "يامنة" عن امنة عمته.
وقال "والله وشبت يا عبد الرحمن.. عجزت يا واد.. متى وكيف.. عاد اللي يعجز في بلاده غير اللي يعجز ضيف".
واضاف يقول "على قد ما سرقاك الغربة والله وليك قلب.. موش زي اولاد الكلب".
ولم تفارق خفة روح الصعيدي المصري الابنودي الذي كان تارة يحدث الجمهور وتارة يضحك مع عناصر الفرقة الشعبية.
وقدم عازفي الربابة في الفرقة قائلا بانهم "يحملون تراث الصعيد المصري وتراث الامة العربية باكمله".
وحول تسمية "شاعر الناس" التي اطلقها عليه النقاد قال الابنودي "جميلة ارجو انني استحقها فنحن لاجل الناس نستمتع بالحياة وهم شايليني في العيون".
والف الابنودي 15 اغنية لعبد الحليم حافظ اغلبها وطنية مثل "يا بركان الغضب و"عدى النهار" و"احلف بسماها وبترابها" اضافة الى ثلاث اغاني عاطفية ابرزها "الهوى هوايا" و"التوبة".
كما كتب الابنودي ايضا لفايزة احمد "يما القمر على الباب" و"عيون القلب" لنجاة الصغيرة و"تحت الشجر ياوهيبة" لمحمد رشدي.
بدأ كتاباته الشعرية باللهجة العامية منذ صغره ونظم عديد القصائد الوطنية وعاصر جيل الحداثة في مصر وشهد تحولات سياسية واجتماعية مختلفة في عهد جمال عبد الناصر وانور السادات ووجه انتقادات الى النظامين بقصائده الساخرة الا انه مازال متحمسا ومواليا للرئيس الراحل عبد الناصر.
وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قلد الابنودي الصنف الاول من وسام الاستحقاق الثقافي عام 1998. (وكالات)